الوفاء ..

الوفاء :

تعريف الوفاء :


صدق اللسان والفعل معاً، والغدر كذب بهما، الوفاء يختص بالإنسان، فمن فقد عنده الوفاء فقد انسلخ من إنسانيته، وقد جعل الله الوفاء قواماً لصلاح أمور الناس، وقد قال الله عز وجل: ﴿وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ (40) ﴾ (سورة البقرة) ..

الوفاء أنواع، فالوفاء بالعهد إتمامه، وعدم نقض حفظه، والوفاء بالعقد إما أن يكون العقد كالعهد، فهو الأول، أو العقد ما اتفق عليه المسلمون ، المسلمون عند شروطهم، وهناك الوفاء بالوعد والعهد والعقد، الوفاء بالوعد إتمامه، وبذله من تلقاء النفس ولو كلف النفس ثمناً باهظاً، الآيات التي تتحدث عن الوفاء تزيد عن عشرين آية:
﴿وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ (40) ﴾ هذا الوفاء بالعهد على أنه أمر، وكل أمر في القرآن الكريم يقتضي الوجوب.
﴿وَبِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُوا ﴾ (سورة الأنعام) ..

الوفاء بالعهد من سمات الإيمان، قال تعالى: ﴿وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا ﴾ (سورة البقرة) أولاً أمر ثانياً صفة، المسلم المؤمن من خصائصه أنه يفي بعهده، والوفاء من صفة الله عز وجل، والوفاء من صفة الأنبياء. ﴿وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى (37) ﴾ (سورة النجم) والوفاء سبيل الوصول إلى أعلى درجات القرب من الله عز وجل،
﴿وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً (10) ﴾ (سورة الفتح) ..

الوفاء كلمة بسيطة بماني مركبة...فالوفاء يعني الإخلاص,يعني لا مكان للغدر ولا للخيانة,يعني البذل والعطاء,يعني التضحية,يعني الود والحفاظ على العهد ..
يعني كل الصفات النبيلة .. سر الوجود .. الطمأنينة ..
الوفاء بالعهد لا يقتصر على الإلتزام بكلام أحد الطرفين بل يتعداه الى كل معنى جميل وسامي وراقي يشمله  الوفاء..

ينمي فينا الوفاء أسمى معاني الحياة,يعلمنا التضحية من أجل كلمة الحق,يزرع فينا يقين كتم السر,يصنع منا رجالا ونساء,يقوي أواسر الحب والمودة ..
يحقق الوفاء  في شخصياتنا تلك الصفات التي حث عليها ديننا,الصبر,المحبة,الاحترام,الحرص على الأمانة...
لما نتعلم مبادئ الوفاء  ونمشي نهجها فإننا نتعلم مراعاة مشاعر وأحاسيس الغير,حفظ خصوصياتهم و السعي لاسعادهم كذلك مدحهم والثناء عليهم ..

يقوي فينا الوفاء  تلك الاحاسيس التي تبني السكينة والطمأنينة مع من نحب,فنزداد حبا وتمسكا بهم ..
تأكد عزيزي أن أسمى الصفات الجميلة التي بإمكانها رفع مكانتك في المجتمع متعلقة عامة  بالوفاء  وخاصة بالثقة..
فلا وفاء  بدون ثقة ولا ثقة بدون  وفاء ..


يُفنى الزمانَ ولا أَخونَ عهدكِ
أَبدا ولو قاسيتُ كُلَ الهوانِ
أَصبو إليكِ كُلما بَرقٌ سَرى
أَو ناحَ طيُر الأيكِ في الأغصانِ .


نقول هذه العبارات ونصنع هذه الندوات نناقش هذه المواضيع وندرك اننا أوفياء  في زمن الغدر...
لكننا نملك قناعة في انفسنا باننا الأفضل لما نحمله من قيم براقة للحياة,ندرك معنى  الوفاء,لا نسعى الا  للوفاء,حياتنا كلها  وفاء  وتضحيات...