لقد اصبح ذلك القبر المتواجد في منظقة الجهراء حديث الناس بوجوده على الشارع الرئيسي بجانب المطافي في الساحة الترابية التي دائما ماتكون مكانا لوضع خيام الافراح والمناسبات.!فكل من رآه تتوارده كثيرا من الاسئلة في ذهنه قصة هذا (القبر الوحيد) ولمن وما السبب في تواجده بهذا المكان وحيدا والى متى وهو مهمل هكذا.!بصراحه لقد قتلني الفضول في زيارة هذا القبر لمعرفة صاحبة .وفي احد الايام وقبل مغيب الشمس ذهبت اليه بسيارتي وما ان وقفت بجانبه حتى رأيت نقشا يكاد يبان بسبب عوامل التعرية للطقس وبعد التمعن كثيرا على النقش اتضح لي اسم الشخص المتوفي والتاريخ الذي استشهد به وحتى لا اسبق الاحداث قررت كتابه بعض الفقرات والنقاط قبل ان اذكر هذه الشخصية والاجابه على جميع الاسئلة التي طرحتها في البداية.
في صباح يوم الاحد الموافق 10 اكتوبر هاجمت بعض قبائل الاخوان وكان عددهم اربعه الآف مقاتل واحة الجهراء وكان عد المقاتلين الكويتيين ألف وخمسمائة مقاتل فدارت رحى المعركة في القصر الاحمر الذي اصبح رمزا للبطولة والاستشهاد من اجل الوطن وكان يرأس القوة الكويتية الشيخ سالم المبارك الصباح حاكم الكويت في ذلك الوقت..فعلم اهالي دولة الكويت من هم داخل السور بما جرى في الجهراء ولجوء الكويتيين الى القصر الاحمر فقاموا بتجهيز سفن شراعية مليئة بالذخيرة والطعام والرجال اضافة الى نجدات برية قاصدة الجهراء.!وعندما علم الاخوان بأمر المساعدات القادمة ارسلوا يفاوضون الشيخ سالم للصلح وتمت الهدنه بين الطرفين وما لبث الاخوان ان رحلوا من الجهراء.مما اعتبر نصرا عظيما ودربا من دروب البطولة والفداء ووحده الصف بين الكويتيين..! ولا يسعني ان اذكر ماورد في العصور القديمة وكتب التاريخ بساحة هذا المقال.لانني سأحتاج عة اشهر حتى انجز القليل من ذكر تلك الاحداث ..وبعد ذكر احداث هذه القصة كان احد المستشهدين في هذه المعركة والتي استشهد فيها الكثير من ابناء القبائل الكويتية وحضرها فعلا سبيل المثال وليس الحصر منهم العوازم ومنهم العجمان والرشايده والمطران ايضا ومنهم عنزه وشمر والكثير والكثير من ابناء القبائل الآخرى لا يسعني ذكرهم بأسمائهم بصفحة واحده وذلك ليبان للجميع حب اهل الكويت لبلدهم والتضحية من اجله منذ قديم الازمان وليس الان فقط.والذي يحاول البعض ان يجعل التفرقة بين ابناء الكويت الاوفياء.!والذي تعمدت ان اذكر اسمه اخر ما سأقوم بكتابته لاجعل (مسك المقال في الختام)هو شهيد هذا الوطن المرحوم الشيخ(جابر بن عبدالله الثاني بن صباح الثاني)الذي يتواجد قبره الى يومنا هذا بجانب مطافي الجهراء وحيدا شامخا يذكرنا في حب اهل الكويت لبعضهم والتضحيه من اجله فالجميع استشهد في خندق واحد اسمه الوطن.ابناء الحاضره وابناء الباديه وحكام الكويت جميعهم في هذا الخندق ولا فرق بينهم وعندما حصلت المعركة لم يكن هنالك (قبلي وحضري وشيخ وخادم)فالكل شارك ولم تكون اصلا تنطق بهذه المصطلحات ابدا فكلهم كانوا يقولون نحن كويتيين فقط وانتمائنا لبلدنا وانهم يرخصوا ارواحهم لهذا البلد المعطاء ..! فلنطلب له الرحمة نطلب من الله ان يسكنه فسيح جناته بما انه احد شهداء وطننا الابرار والذين ضحوا من اجل وطهنم واعهلم وذويهم سواء من سقط فيهم في ساحات القتال او قضى نحبه في الصراع الرهيب مع قوى الطبيعة القاسية في الصحاري المقفره او في اعماق البحار المظلمة.وان نأخذ من الماضي عبره فنحافظ على البقية الباقيه مما ترك الاولون من عادات وخصال حميده كانت يوما ما مضربا للامثال فنتحصن بها من عادات وطباع غريبة وافده لاتنسجم مع مانشأنا عليه وتعودنا فتسكن وتطمئن أرواح اولئك الابرار.((و لا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله امواتا بل احياء عند ربهم يرزقون)).صدق الله العظيم
0 التعليقات:
إرسال تعليق