العرب شاطرين بالإزعاج.!

بسم الله الرحمن الرحيم

كتب:بدر الناصر

من خلال تواجدي ومشاركتي في أحدى المنتديات كوني احد أعضاءها شدني موضوع طرحته أحدى الأخوات و لحفظ حقوقها فهي تحمل اسم (روح الفهد).! فقد وضعت هي هذا الموضوع في أحدى أقسام المنتدى أو بالمعنى الواضح كان (خبر)ا عن أن أحدى الدول الخليجية نظمت مسابقة وتتكون شروطها بان كل من سيربح يدخل اسمه في موسوعة جينيس للأرقام القياسية مضاف لها جائزة قيمة والشروط هي.!
1.من يتمكن من إطلاق (صراخا عاليا).. يربح الجائزة.!
3.من يتمكن من إطلاق( أعلى صيحة )..من حنجرته الذهبية يربح الجائزة.!
4.من يتمكن من (التصفيق بحرارة وقوة).. يربح الجائزة.!
5.من يتمكن من إطلاق (أعلى تصفير).. يربح الجائزة.!
وقد حاولت عدم أثارت أي كلمة انتقاديه في ذلك الموضوع عند قيامي بالرد تحاشيا حتى لا اخسر بعض الأخوان من تلك الدولة الشقيقة .!فالكثير يعلم بان المنتديات لا تتقبل وجهة النظر إذا كانت في اتجاه الضد أو بوضع ردود واقعية تنبع من القلب إن كانت لاذعة نوعا ما.!
موضوع هذه المسابقة بدا لي من الوهلة الأولى غريبا ولكن بعد التمعن بشروطه وجدت أننا كعرب نحن(اقدع ناس)في الاقتصاص ببطولته واخذ الجوائز جميعها.فنحن العرب لا نحسن سوى الصراخ بأعلى أصواتنا ومميزون بها سواء في الشارع أو في العمل أو في المنزل أو في السوق والشواهد كثيرة ومجلس الأمة خير دليل لدينا في الكويت.!فالتفاهم فيه وداخله وتحت قبته يتناسب مع جملة (طلع عضلاتك بالصراخ ) تنال ما تريده وتربح كعكه المناقصات بثقة.! وكأن الحل في الاقتراحات وسن القوانين لا يأتي ثماره إلا بالصراخ وصياح ألديكه بين الحكومة والنواب.!
وأما بالنسبة(للتصفيق)فنحن العرب أيضا بارعون في هذا المجال فنحن أصحاب التميز بهذا الأمر.!فلو خرج لنا شخص مسئول ولا يحمل حتى شهادة (و يتأتأ)بالكلام ويتفلسف بطريقته في بدلياته الشنيعة سنرى الجميع ينهال بالتصفيق الحار رغم عدم معرفتهم ماذا قال وعن ماذا يتحدث أصلا هذا الشخصية التأتأية(صفق حيل وربك كريم عشان ما تنعدم).!
وأما بالنسبة للتصفير(يا عيني)وأيضا نحن أصحاب النجومية بهذا الأمر ففي الأسواق نسمعها من المراهقين للمعاكسات وأكثر هواية لدى العرب هي تربية الطيور وبلهجتنا (مطيرجية) ولا يستغنون عن التصفير حتى عندما يخلد للنوم يطبقها.!فهذه إنجازاتنا التي لا بد أن ننميها في مسابقاتنا ونصرف كل أموالنا على هذه الأمور فلا داعي للاهتمام والنظر بعين الاعتبار للعرب من الفقراء الذين هم بحاجة الدرهم الواحد لكي يحميهم من شتات أسرهم.!أنا أرى أن هذه الجوائز سيكون النصيب بأكمله للعرب لأنهم أحفاد(عنترة بن شداد)الذي إن قام بصيحة واحده كما نقلها لنا التاريخ يجعل الفرس (تجهض وتسقط جنينها) من شدة وقوة الصوت بمقياس ر يختر وليس الديسبل.حسبنا الله ونعم الوكيل والله المستعان.