بدر الناصر
bader-nasser@hotmail.com
عندما أدخل بعض الدواوين وأتحدث عن مشكلة البدون أتعرض لهجوم غريب عجيب! في أكثر الأحيان أواجه هذا الهجوم الشرس من قبل البعض وليس الكل، وهذا الأمر يجعلني أكثر تمسكا بوجهة نظري .!فالأكثرية عندما أتحدث عن معاناة البدون يقومون بالهجوم على هذه الفئة. وربما لا يعلمون ما يعانيه البدون ودائما ما يصل النقاش لساعات طويلة ولكن مع الأسف نصل إلى طريق مسدود ويصبح الحوار سلبيا وعقيما!أحاول فيها إقناع البعض أو بعبارة أوضح أحاول اثارة مشاعرهم الإنسانية في هذه القضية، فمنهم من يقتنع ومنهم لا حياة لمن تنادي! فهؤلاء المتعنتون(مرتاحون) ولم يذوقوا ما مر به ولو ليوم واحد من حجم معاناة وهم وغم الإخوة البدون ولو حبة شعير! لا أريد أن استغل قضية البدون (المستهلكة) لصالحي إعلاميا في مقالاتي للحالة التي يمرون بها في كل ساعة ودقيقة في اليوم الواحد. فيكفيهم ما قام به بعض النواب والكتاب والمذيعون في بعض القنوات والإعلاميون بشكل عام من استغلال لقضيتهم والصعود على أكتافهم وجراحهم لمصالحهم الشخصية.فهذا المقال موجه للمعارضين لإصلاح حال البدون من الذين أواجههم.أنا أتحدث من عمق المنطقة التي يوجد بها الأكثرية من البدون في الكويت وهي الجهراء، فأنا اشعر بما يشعر به الإخوة البدون وأتلمس جرحهم العميق في كل يوم عن قرب.عندما اذهب إلى إحدى الجمعيات أو المستوصفات في المنطقة في فصل الصيف على وجه التحديد أرى أمهات كبيرات وربما يعانين من الأمراض التي تصاحب هذه الفئة العمرية .. يجلسن في عز الصيف في بسطات من اجل الرزق.. تحت لهيب الشمس الحارقة تلفح وجوههن الحرارة، ومنظرهن يدمي القلب ويشعرني بحزن عميق.فهذه الام العجوز تتعرض لكل هذا في سبيل إطعام أبنائها الذين حرموا من ابسط الحقوق وهي الوظيفة التي لو وجدوها فإنهم لن يدعوها تجلس حتى على حافة باب المنزل حتى لا تؤذيها الشمس!وفوق هذا كله البلدية والشرطة تطاردهم وكأنهم مجرمون عندما يقومون بكسب العيش.. فهذه الام تتحمل كل ذلك التعب والخوف من جبروت القانون الجائر لكي تعود بربح بسيط يصل لدينار واحد طوال اليوم من اجل لقمة العيش، وهي لا تبيع حشيشاً ولا مخدرات ..بل ألعاب أطفال ومقتنيات رخيصة الثمن لا تريد سوى الربح البسيط من اجل أبنائها لتسترهم من عري هذا الزمن الظالم.لو كانت هذه إحدى أمهاتكم أيها المتعالون المتعنتون ماذا ستفعلون؟!اجعلوهن أمهاتكم وتصوروا الأمر ولو لدقائق، هل ستقفون مكتوفي الأيدي؟اختم المقال بالدعاء أن يعين الله إخواننا البدون وأمهاتنا البدون وأن نصل إلى اليوم الذي يحاسب فيه من يلفظ حتى كلمة(بدون)! والله المستعان.
0 التعليقات:
إرسال تعليق