حوار مع وافد اسيوي ومني للحكومة وابراء ذمتي.!

في البداية عرفنا بنفسك؟
عبدالسلام.
كم عمرك 32
ماهي مشكلتك؟
سوف اشرحها لك ولكن عليك ان توضحها الى حكومتك ولكن بطريقتك.
قبل كل شي سوف اسالك سؤال.!
تفضل.
لماذا اخترت الكويت لتكون هي مصدر رزقك بعد الله واصبحت وجهتك لكسب العيش قبل ان تشرح لي معاناتك؟
لقد اتيت من بلادي للكويت وكنا نتصور بأن الكويت عندما تمشي في شوارعها وازقتها ستجد النقود متحاذفه في كل مكان.!
الآن تفضل اشرح قصتك.
ان ماقمت بقوله بأن الكويت بنظرنا هكذا نتصورها هو ماجعلني ابيع كل ما املك في سبيل المجيء اليها.!فقد بعت الكثير من كل ما املك و كافحة من اجله ليبقيني على قيد الحياة في بلدي من اثاث متواضع من اجل وضع قدمي في الكويت.!وقد قمت ايضا ببيع ماتملكه زوجتي من (ذهب) كنت اشتريته لها كان اغلى ماتملكه و رغم قلته ولكن بعد الحاحي عليها لانني واجهت الرفض ولانه كان آخر ما املكه فقد طمأنتها بأنني سوف اشتري لها ذهبا أكثر من الذي معها وسأعوضها حال وصولي للكويت وحاولة ان أوفر مايكفي للوصول الى باب مطار الكويت.!ولكن بعد تواجدي في الكويت بفترة قصيرة واجهة اكبر مشكلة في حياتي فبعد ان توظفت في احدى شركات التنظيف التي تعمل في احدى المستشفيات الحكومية حصل ماهو صدمه لي وربما جعلني ان افكر في محاولة الاانتحار بسبب الاحباط وكثرة طلبات ابنائي الاثنين وذلك بسبب عدم ارسالي لهم مايكفي على الاقل للعيش وسد معدتهم.!فقد اقفلت هذه الشركة بسبب لانعرفة وتم ابلاغنا بعد فترة بأنه تم فسخ العقد المبرم بين الشركة ووزارة الصحة..!علما بأنه لم يصرفوا لي راتبي المستحق منذ تسع اشره فكيف لي ان اعيش؟!فطرح علي احد اصدقائي فكرة حتى اتكمكن من تعويض ماخسرته على اقل تقدير بعد دخولي الكويت.فحاول صديقي انقاذي بعد رؤيتته لحالي المزرية التي بسببها فكرة ان انتحر او ان اقوم بسرقة ولكن تداركة الامر ورجعت الى صوابي وتذكرت انني مسلم ولا يجوز فعل مثل تلك لاافعال المحرمة.!فلقد كنت احاول جديا ان ابحث عن طريقة للخلاص مما اعانية فكانت فكرة صديقي هي جمع قطع الحديد ومن ثم نقوم ببيعها ولو بربع دينار يوميا وبعدها بدأت التوجه مع صديقي وكانت وجهتي الاولى هي منطقة سكراب الجهراء (الحديد والسيارات)حيث توجد قطع الحديد الخرده التي يرميها اصحاب هذه الكراجات والبحث ايضا عن (علب البيبسي)ومن ثم نبيعها الى معامل في منطقة السكراب متخصصه تقوم بتقطيعها .
ومن ثم قاطعته وطرحت عليه سؤلا آخر بعد ان اجابني بسؤالي الاول بطريقة ربما حاول فيها التحكم بنفسه بسبب (كبته)العبرة والدمعه وبذات عندما تذكر زوجته وابنائه.
فقلت له الا تخشى من الامراض التي قد تنتج عند (امساك)مثل تلك الاوساخ والمواد السامه التي تتواجد في قطع الحديد وهذه الخرده الحديدية وهذه النفايات التي تتعرض للشمس وماتحتويها من جراثيم سامه وقاتله؟!
فأجابني :انني اعلم بأنها ربما ستسبب لي امراض خطيرة ولكن ماذا سافعل؟!وانت تعلم بأنه عند ملامستها الجلد ستكون ناقله لانواع كثيرة ومحتلفه من الامراض المعدية والخطيرة.!
واكملة جوابه ولكن حديثة وتعلوها نظره استغراب وضعتني انا كاكويتي اخجل مما اوصلنا به حال الفقير الذي اتى لينقذ نفسه من الفقر ولكن تعرض لما هو اكبر واشد فقرا ومعانات وبذات.!وأنا اعلم بأنني (رفعت ضغط)هذا المسكين بسبب طرحي اسئلة ربما ليس لي يدا فيها.!وان الحكومة هي من تقاعست في اعطائه حقه بسبب تجاهلها ماتقوم به هذه الشركات الجائرة.وفجأة قاطعني وهذا الاسيوي وانا اتخيل وارى بعينيه كل العبارات التي تعكس روح الاحباط القاتل والمريع فقال لي اريد اسئلك انت ايها الكويتي بما انك اوليت على نفسك سماع مايجول في خاطري لانني اريد جوابا مقنعا حتى ابتعد عن كل ماتراني اصرح به وهو السؤال الفيصل.!كيف تريد من الجلوس دون البحث عن لقمة العيش وابنائي وعائلتي على وشك(التشريد)؟! لقد وصلني خبرا بأن زوجتي تفكر وتحاول ان تترك بنائي وطلب الطلاق فقد كانت تعتقد بأني قد تخليت عنهم لانني لا اعرف كيف ابعث واشرح لهم برساله على الاقل بعد طوال تلك الفترة الماضية لعدم قدرتي على ايضاح لاامر لهم لانني لم ابعث لهم بشيئ فهم لا يعلموا ماهو الحال في الكويت ومايتعرض له امثالي.
وبعد هذا كله ومادار من حوار مع هذا الاسيوي سأقول مايمليه عليه ظميري وديني وخوفي على مصلحة وسمعت بلدي سأوجه رساله عبر هذا المقال وهذا ما ساقدر عليه حتى ابرء ذمتي امام الله.لا يختلف احدا منا على ان مايقوم به هؤلاء الاسيويون بهذه الطريقة والبحث عن لقمة عيشهم في صناديق المخلفات هو امر غير حضاري فالنفايات بصفة عامه تشمل كل المواد التي تتخلف من نشاط الانسان والتي لا يحتاج اليها فيتخلص منها وهي ايضا ملوثه.فماذا يستعلم او يحصل عليه من خلال بحثهم في هذه النفايات.!فنحن من قام بوضعهم بهذا الشكل وهذا الحال .فالانسان اعزه الله وكرمه على سائر خلقة والساكتون على هذا الامر من المسؤلين وراء تدمير انسانيته ومحاسبون عند الله عز وجل.!ولا بد ان نعي جيدا بأن هؤلاء من الفقراء من هم على شاكلة هذا المسكين الاسيوي اتوا الكويت بسبب الاغراءات التي جلبتهم الى الوين من قبل بعض هذه الشركات التي لاتعرف الرحمه وليس في قاموسها ولا تعنيها سمعت الكويت.فهي شركات تبقى لمدة قصير ليس اكثر من سنتين ومن ثم تنتهي عقودها التي امبرمتها مع وزاراة الدولة لحسابات شخصية يعلمها كل من يعمل في مستوى عالي في اي وزارة ولا يسعني ذكرها وهذه هي الحقيقة.لانريد ان نضع اللوم على هؤلاء المساكين حين يقومون بعمل مظاهرات وغيرها من امور تخرج عن السيطرة فنحن بهذه الطريقة نزجهم لعمل ماهو اكثر من ذلك فيكفي القضايا التي تحصل في البلاد من الكثير منهم(قتل انتحار سرقة دعارة صنع خمور.الخ) فكلها بسبب عدم ادراكنا حقوقهم وهي التي تضعهم ليفعلوا هكذا امور.!فأتقوا الله اتقوا الله اتقول الله يامسؤلين وضعوا حدا لهذه الشركات الجائرة التي يتملكها تجار بشر.والله المستعان.