بدر الناصر
bader-nasser@hotmail.com
وصلتني هدية قبل أيام، وكانت من أروع الهدايا من قبل رجل يتمنى الكثيرون أن يحظوا بالجلوس أمامه، واستغلال بعض الوقت لسماع طرح أفكاره السياسية الفذة، وهو الدكتور سعد بن طفلة! فقد حصلت على نسخة من كتابه الجديد الذي يحمل عنوان (نحو صياغة الخطاب المدني) وهو تحت الطبع. وحاولت أن استغل الوقت لقراءته بشكل كامل وخلال فترة قياسية وقد استفدت كثيرا منه! فوجدت نقاطاً متنوعة وأتمنى أن يسمح لي الدكتور بطرح نقطة واحدة من بين الكثير من النقاط المهمة، كبيرة المعنى في هذا الكتاب.فمن بين ما قرأته هو نقطة أساسية غفل عنها الكثيرون. فقد قال الدكتور بن طفلة ان استغلال الدين واستغلال المدنية لهم أمثلة كثيرة ولا يمكن حصر تلك الأمثلة التي يمكن أن يسوقها المتابع والباحث لمجاميع من الناس استغلت الدين أيما استغلال، فكم أشارت الناس لذاك الذي بدأ خطيباً بمسجد ثم نائباً بمجلس الأمة ثم وزيراً ثم واحداً من أثرى الأثرياء.. وكلنا يتذكر مظهره وهيئته التي توحي بالورع والتقى والزهد حين كان واقفا على المنبر يحاضر عن المثل والقيم والتعاليم الدينية الجميلة. بعد غمار السياسة ووصوله للسلطة البرلمانية أو الوزارية أو الحكم، تحول منظر ذاك الإنسان وانقلب انقلاباً »شذب« لحيته وقصقصها حتى كادت تختفي، وزالت مظاهر التقى والورع، وبدأ ثوبه بالنزول نحو الأرض شيئا فشيئا بعد أن كان منكمشا حتى كرش ساقه وبدت عليه مظاهر الثراء و»الفخفخة« من السيارة الفارهة وحتى أماكن قضاء اجازاته ورحلاته إلى بلاد »الكفار« وغير المسلمين. لا بل إننا رأينا بالأمس القريب من هم ضد المرأة وتوزيرها وتصويتها وعدم لبسها الحجاب ودخولها البرلمان، ثم دافعوا وجددوا الثقة في زيرة التربية نورية الصبيح بعد استجوابها رغم أنها غير محجبة! ورأينا نوابا خطبوا وأموا المصلين وتصدوا لكل من طرح حق المرأة السياسي، يتراجعون في لحظة تصويت إقرار المرأة لحقوقها البرلمانية في الكويت. وللموضوعية، فالشيء نفسه يمكن أن يقال عمن كانوا من الثوار الذين دعوا للمثل والقيم الثورية أو المدنية التي يذوب الفرد فيها بمطالب الجماعة، ويغادر الثائر الحالم المؤمن بها زيف الدنيا وترف الرأسمالية الرثة، إلى عالم المساواة والاشتراكية والعدالة، ولكنهم سرعان ما ينقلبون على تلك القيم التي تحولت إلى مطية للوصول إلى السلطة المطلقة والنهب والثراء غير المشروع على حساب الجماهير »والعمال والفلاحين« الذين رفعوا شعارات الدفاع عنهم.أنا أرى أن د. بن طفلة وضع يده على الجرح! فالمشكلة تغيرت ولم تعد مشكلة وأصبحت لدى البعض بأنها صناعة (مفهوم جديد) ومصطلحات تكشف لنا أن التشبث في البدايات للدخول في المعترك السياسي، أصبحت تطال بعض هؤلاء الذين يدعون الالتزام الديني! وفعلا فنحن نراه زاهداً والدنيا لا تساوي عنده جناح بعوضة، وأنها ليست همه! ولكن بقدرة قادر نراه يتغير ويبدأ بكثرة طرح أسئلته السياسية حتى ولو كان غير ملم بها! ثم نتفاجأ بنزوله الانتخابات ومحاولة إيجاد الخلطة السرية لنجاحه! ألا تعلمون ما سر هذه الخلطة في النجاح؟! انها عباءة التدين لكي يتم استغلالها وزج الدين في السياسة. وأنا اعتقد أنه لا يصح أن يدخل عالم السياسة ملتزم دينياً لأنها ستصبح خلطا للأوراق، فالسياسة لا يتناسب معها أصحاب الدين الملتزمون وحتى لا تشغله عن عبادته للرحمن فهو اختار الزهد في الدنيا والانشغال بأمور الدين فلذلك لا أرى أن الجمع بين الاثنين سيعود للمجتمع بالكثير لأن الدولة أساسا دينها الإسلام وأهلها محافظون ولا يختلف على هذا الأمر اثنان فأقلهم التزاما في المجلس سيقبل اطروحات واقتراحات هي بالأساس من صلب عادات وتقاليد مجتمعه! ثم ما القوانين التي اقترحها الملتزمون دينيا سوى لجنة الظواهر السلبية وبعض القوانين التي طرحت باستحياء! نقاط كثيرة في كتاب (نحو صياغة الخطاب المدني) للدكتور الفاضل سعد بن طفلة وهي ايجابية، ويستحق ان يقرأه شباب اليوم! وتمنيت أن أضع بعض النقاط الكثيرة من هذا الكتاب لأسلط عليه الضوء حتى يتمكن الكثيرون من قراءته لكن مساحة المقالة لا تسمح، وبالدرجة الأولى حتى لا (أحرق) روعة محتويات هذا الكتاب وحقوق الملكية..وشكرا على هديتـك يا دكتور واختيارك لأكون من بين الذين حصلوا على هذه النسخة القيمة.والله المستعان.
bader-nasser@hotmail.com
وصلتني هدية قبل أيام، وكانت من أروع الهدايا من قبل رجل يتمنى الكثيرون أن يحظوا بالجلوس أمامه، واستغلال بعض الوقت لسماع طرح أفكاره السياسية الفذة، وهو الدكتور سعد بن طفلة! فقد حصلت على نسخة من كتابه الجديد الذي يحمل عنوان (نحو صياغة الخطاب المدني) وهو تحت الطبع. وحاولت أن استغل الوقت لقراءته بشكل كامل وخلال فترة قياسية وقد استفدت كثيرا منه! فوجدت نقاطاً متنوعة وأتمنى أن يسمح لي الدكتور بطرح نقطة واحدة من بين الكثير من النقاط المهمة، كبيرة المعنى في هذا الكتاب.فمن بين ما قرأته هو نقطة أساسية غفل عنها الكثيرون. فقد قال الدكتور بن طفلة ان استغلال الدين واستغلال المدنية لهم أمثلة كثيرة ولا يمكن حصر تلك الأمثلة التي يمكن أن يسوقها المتابع والباحث لمجاميع من الناس استغلت الدين أيما استغلال، فكم أشارت الناس لذاك الذي بدأ خطيباً بمسجد ثم نائباً بمجلس الأمة ثم وزيراً ثم واحداً من أثرى الأثرياء.. وكلنا يتذكر مظهره وهيئته التي توحي بالورع والتقى والزهد حين كان واقفا على المنبر يحاضر عن المثل والقيم والتعاليم الدينية الجميلة. بعد غمار السياسة ووصوله للسلطة البرلمانية أو الوزارية أو الحكم، تحول منظر ذاك الإنسان وانقلب انقلاباً »شذب« لحيته وقصقصها حتى كادت تختفي، وزالت مظاهر التقى والورع، وبدأ ثوبه بالنزول نحو الأرض شيئا فشيئا بعد أن كان منكمشا حتى كرش ساقه وبدت عليه مظاهر الثراء و»الفخفخة« من السيارة الفارهة وحتى أماكن قضاء اجازاته ورحلاته إلى بلاد »الكفار« وغير المسلمين. لا بل إننا رأينا بالأمس القريب من هم ضد المرأة وتوزيرها وتصويتها وعدم لبسها الحجاب ودخولها البرلمان، ثم دافعوا وجددوا الثقة في زيرة التربية نورية الصبيح بعد استجوابها رغم أنها غير محجبة! ورأينا نوابا خطبوا وأموا المصلين وتصدوا لكل من طرح حق المرأة السياسي، يتراجعون في لحظة تصويت إقرار المرأة لحقوقها البرلمانية في الكويت. وللموضوعية، فالشيء نفسه يمكن أن يقال عمن كانوا من الثوار الذين دعوا للمثل والقيم الثورية أو المدنية التي يذوب الفرد فيها بمطالب الجماعة، ويغادر الثائر الحالم المؤمن بها زيف الدنيا وترف الرأسمالية الرثة، إلى عالم المساواة والاشتراكية والعدالة، ولكنهم سرعان ما ينقلبون على تلك القيم التي تحولت إلى مطية للوصول إلى السلطة المطلقة والنهب والثراء غير المشروع على حساب الجماهير »والعمال والفلاحين« الذين رفعوا شعارات الدفاع عنهم.أنا أرى أن د. بن طفلة وضع يده على الجرح! فالمشكلة تغيرت ولم تعد مشكلة وأصبحت لدى البعض بأنها صناعة (مفهوم جديد) ومصطلحات تكشف لنا أن التشبث في البدايات للدخول في المعترك السياسي، أصبحت تطال بعض هؤلاء الذين يدعون الالتزام الديني! وفعلا فنحن نراه زاهداً والدنيا لا تساوي عنده جناح بعوضة، وأنها ليست همه! ولكن بقدرة قادر نراه يتغير ويبدأ بكثرة طرح أسئلته السياسية حتى ولو كان غير ملم بها! ثم نتفاجأ بنزوله الانتخابات ومحاولة إيجاد الخلطة السرية لنجاحه! ألا تعلمون ما سر هذه الخلطة في النجاح؟! انها عباءة التدين لكي يتم استغلالها وزج الدين في السياسة. وأنا اعتقد أنه لا يصح أن يدخل عالم السياسة ملتزم دينياً لأنها ستصبح خلطا للأوراق، فالسياسة لا يتناسب معها أصحاب الدين الملتزمون وحتى لا تشغله عن عبادته للرحمن فهو اختار الزهد في الدنيا والانشغال بأمور الدين فلذلك لا أرى أن الجمع بين الاثنين سيعود للمجتمع بالكثير لأن الدولة أساسا دينها الإسلام وأهلها محافظون ولا يختلف على هذا الأمر اثنان فأقلهم التزاما في المجلس سيقبل اطروحات واقتراحات هي بالأساس من صلب عادات وتقاليد مجتمعه! ثم ما القوانين التي اقترحها الملتزمون دينيا سوى لجنة الظواهر السلبية وبعض القوانين التي طرحت باستحياء! نقاط كثيرة في كتاب (نحو صياغة الخطاب المدني) للدكتور الفاضل سعد بن طفلة وهي ايجابية، ويستحق ان يقرأه شباب اليوم! وتمنيت أن أضع بعض النقاط الكثيرة من هذا الكتاب لأسلط عليه الضوء حتى يتمكن الكثيرون من قراءته لكن مساحة المقالة لا تسمح، وبالدرجة الأولى حتى لا (أحرق) روعة محتويات هذا الكتاب وحقوق الملكية..وشكرا على هديتـك يا دكتور واختيارك لأكون من بين الذين حصلوا على هذه النسخة القيمة.والله المستعان.
0 التعليقات:
إرسال تعليق