بسم الله الرحمن الرحيم
كتب:بدر الناصر
مهنة المعلم سامية يجتهد بها موظفوها بالعمل بذمة وضمير ويقومون بواجبهم على أكمل وجه والأسباب والأدلة كثيرة والجميع يعلمها ويجلها.!
عندما نقول بأن لا بد من إقرار قانون يدرج فيه مهنة المعلم تحت سقف الأعمال الشاقة ليس بشيء غريب أو غير عقلاني.!فهو اقل ما نقدمه لهذا المعلم الذي يعاني بنظري أكثر مما يعانيه حتى الموظف بمهنة العسكري الذي يندرج تحت بند الأعمال الشاقة.!
وحتى نكون منصفين لنفند بعض النقاط..!
فالمعلم يبقى(محكورا)في مدرسته منذ بداية الدوام وحتى نهايته.. وان كان يحاول أن يخرج من سور المدرس ولو للذهاب لسيارته التي أمام المدرسة لأخذ غرضا ما سوء أمرا يخص الدراسة أو غيره.. نجد حينها قيام حارس المدرسة بإبلاغ المدير أو المديرة بان هنالك محاولة (هروب) من المعلم .!وكأن المعلم في سجن(غوانتينامو امدرسي).!وكأنه هذا المعلم عسكريا ولا بد من حجزه وعدم خروجه من معسكرة وان لا يتحرك بعيدا عن مقر عمله.!
<
الأمر الأخر
لو تخيلنا المعاناة الجسدية للمعلم نرى انه لا يضاهيها أي مهنة .!فهو يصل إلى إرهاق جسدي لساعات طويلة في اليوم وليس بأقل من(4)حصص وهو واقف يشرح دون تذمر أو ملل أو كلل وحتى نكون دقيقين لنضرب وقت الحصص على(4) سنحصل على 180 دقيقة أي ثلاث ساعات متواصلة وهنالك من يكلف بأكثر من أربع حصص.! ناهيك عن طبيعة الجهد وما يتنازل عنه هذا المعلم المسكين في تلك الساعات مخافة تحويله للتحقيق بسبب الجلوس لفترة بسيطة عند رؤية المدير أو المديرة له.!ويصل الأمر بالمعلم انه يتقاضوا عن شرب الماء خلال هذه الفترة وكأنه في حالة حرب ويتأمل لحظة إصابته بـ(رصاصة)قاتله ولا بد عليه بان يكافح من اجل إكمال عمله المنوط به بحذر ورعب في نفس الوقت ولحظة تأمل تحويله للتحقيق.!
ولو سلطنا الضوء ماذا يفعل المعلم بعد انتهاء العمل سنجده لا يذوق طعم الراحة حتى بعد فترة الظهيرة وبعد تناوله الغداء في منزله وبعد جهد جهيد بمشاكل الطلاب وعدم ألامبالاة منهم وعدم احترام الطلاب للمعلم بسبب قانون منع معاقبة الطالب والذي جعله هذا المعلم في حيره من أمره وحرقة ومرارة وهذا مشكلة كبيرة لوحدها تكفي لنرى معاناة المعلمين إضافة للمجهود الجبار الذي يقوم به.!فهو عندما يعود يصطحب معه دفاتر الطلبة وكتب المراجعة ولا يقل عددها 60 عن كتاب لو وضعنا في الحسبان فقط (لفصلين) حتى يقوم بوضع الدرجات وتصحيحها وبعدها نتصور حجم المعاناة حتى بعد فترة العمل ..والكثير الكثير مما يعانيه المعلم ولو وضعنا كتاب لن يكفي ذكر أسباب ومعانات المعلم في الكويت.!ورسالتي إلى الدكتورة نوريه وزيرة التربية أن تبادر في مخاطبة ديوان الخدمة لكي يتم بحث موضوع الأعمال الشاقة بجدية ورفعة إلى مجلس الوزراء واخذ الموافقة في محاولة إدراج مهنة المعلم تحت هذا البند كحال أكثر الوزارات التي نالت هذا الأمر لموظفيها والذين لا يعانون كما يعانيه المعلم و المعلمة .!فالأمر يستحق الإقرار ناهيكم عن أن عدد الذين سيستفيدون من هذا القرار قليل جدا كون المعلمين الكويتيين قلة ولن يؤثر القرار على الدولة .والله المستعان.
0 التعليقات:
إرسال تعليق